سُلاف محمد.. في مخيمنا نعيش كعائلة واحدة
تجلس سُلاف محمد (16 عامًا)، على فراشٍ كبير تم وضعه أمام خيمتها، مع عددٍ من شقيقاتها وقريباتها، والنازحات معها في مُخيم “عشان فلسطين 3”، بمدينة دير البلح، حيث تلعبن لعبة الورق “الشدّة”، في أجواءٍ من التنافس والمرح، بعد يومٍ طويل وشاقّ.
يوم النساء في المخيم الذي أقامته مؤسسة المنتدى الاجتماعي التنموي بالشراكة مع مؤسسة التعاون، كان مُتعبًا، فهن يقضين الوقت في مهام منزلية طويلة، تبدو مُتعبة أكثر من العادي، في ظلّ حياة النزوح والتشرّد. يبدأ الصباح مع سُلاف وعائلتها، بتجهيز المياه لليوم كله، حتى تجهيز الحطب والاحتياجات اللازمة لعملية الطبخ.
تقضي النساء اليوم في أشياء مختلفة، مثل الغسل على اليدين، في ظل انعدام الكهرباء وعدم توفّر فرص للغسيل بشكلٍ عادي، عدا عن مهمة الجلي التي تبدو أصعب، في حرارة الشمس.
مخيمنا أحيانا بتحس إنك في بيتك.. مي متوفرة، شحن جوالات وطاقة متوفر، الإنارة في الليل موجودة. في كادر من الشباب القائمين على المكان ما شاء الله عليه.
سُلاف محمد- نازحة في مُخيَّم #عشان_فلسطين3
وتتحدّث سُلاف، مادحةً الامتيازات التي وفّرتها المؤسسة في المكان، من أجل خدمة النازحين، مشيرةً إلى المساحة الآمنة التي تم توفيرها حول الخيم، والتي تسهّل على الأطفال اللعب والمرح، وتقول “أخواتي بكونوا موجودين تحت عينينا، بسبب وجود مساحة لعب آمنة، ما بضطروا يطلعوا برا”.
“عائلة واحدة”.. هذا ما تراه سُلاف، في المعيشة داخل المُخيم. وتقول “من الأشياء اللي بتلمس القلب، إن احنا في المخيّم زي العيلة، بناخد من بعض وبنعطي بعض، لما ينقص علينا شي معين بنطلب من جارنا في الخيمة التانية، أو بنساعد التانيين لما يحتاجوا شي ناقص عليهم”.
وتُضيف سُلاف:
دايمًا بقول لأمي الحمدلله إن الظروف خلتنا في هيك وضع مش أسوأ، عيلة منيحة وبين ناس منيحة وفي مكان جيّد.
أمّا عن أداء الشبان المسؤولين عن المكان، الذين يشرفون على تقديم الخدمات للنازحين ومراقبة المكان، تقول سُلاف “دايما بنتواصل وبنطلب من الشباب المتواجدين، خدمات مختلفة وأشياء، بنلاقي استجابة عالية وكبيرة وبساعدونا فيها. وبساهموا بتوفير الأمن والأمان في المكان””.
قدّمت المؤسسة العديد من الاحتياجات للناس، مثل توزيع طرود الخضار الطازجة على كل الخيم في المكان، إضافةً لتوزيع غالونات المياه والشوادر والفراش والأغطية، وتقول سُلاف عن لك “في كتير مواقف في مخيمات وأماكن تانية بنشوفها ع السوشيل ميديا، بتم تقديم الخدمات بطريقة غير مريحة للناس والنازحين، واحيانا بتكون مُهينة. لكن هان وفي مخيمنا ومن قبل المؤسسة، دايما بنلاقي الأشياء بتم تقديمها بشكل مميز ومختلف، وبخدمة جميلة، ما بتهين كرامة المتواجدين”.
تختم سُلاف قصتها بالقول “ربنا اعطانا ابتلاء، ولأ موجودين هدول الناس، ابتلاءنا بكون خفيف”، في إشارة إلى القائمي على مُتابعة المكان ومساعدة النازحين في مُخيم “عشان فلسطين 3”.
يُذكر أن مخيم “عشان فلسطين 3”، تعيش فيه نحو 50 عائلة من النازحين من مختلف مناطق قطاع غزّة، وقد أقامه المنتدى بالشراكة مع مؤسسة التعاون، بهدف إيواء العديد من العائلات التي لم تجد مأوىً ولا مكان، بعد العمليات الإسرائيلية في مدينة رفح.