أبو يزن حلاوة.. خدمات مختلفة وظروف أفضل من مخيماتٍ أخرى

يجلس أبو يزن أبو حلاوة على كُرسي أمام خيمته، ساعة العصر في أحد الأيام الحارّة. الصيف حارق وشديد الحرارة، خصوصًا مع الأوضاع التي يُعاني منها النازحين في قطاع غزّة، في خيمهم، بعد أن غادروا منازلهم نتيجةً للقصف الإسرائيلي.

الخيمة التي تتواجد خلف أبو يزن، أقامها المنتدى الاجتماعي التنموي، بالشراكة مع مؤسسة التعاون ضمن مخيم “عشان فلسطين 3”، ويتواجد في منطقة البركة في مدينة دير البلح، وسط قطاع غزّة.

كان أبو يزن في البداية في مدينة غزّة، وقد غادرها بداية الحرب بعد إعلان الجيش الإسرائيلي عمليات إخلاء المدينة تجاه الجنوب. انتقلَ إلى مدينة رفح الجنوبية الحدوديّة مع مصر، وبقي فيها، في أحد منازلها التي كان يستأجرها، في ظروفٍ جيّدة نسبيًا مقارنةً بغيره من النازحين، إلى أن اضطر إلى المغادرة بعد أوامر الإخلاء الجديدة.

بات أبو يزن وعائلته بلا مأوى، لا يعرفون إلى أين يتوجّهون، لا أحد، لا صديق ولا قريب لهم في الوسطى ولا في المنطقة الإنسانية التي أعلنها الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، إلّا أنّ تدخلات المنتدى الاجتماعي التنموي كانت المُنقذ له، من هذه الدوامة الكبيرة التي كان يعيشها، فهو عايش لحظاتٍ من الخوف والقلق على أطفاله وعائلته، من أن يبقوا في الشارع.

رغم الحر الشديد والظروف الصعبة، إلّا أن أبو يزن يعتبر ما عاشه في هذا المخيّم، أفضل بكثير من العديد من المُخيمات في دير البلح وفي كلّ القطاع، فهو زار عددًا من المخيمات، ورأى أصدقاءه في خيمٍ تفترش الشارع وفي الطُرقات قُرب القمامة وقرب خطوط الصرف الصحي المُهترئة.

يقول أبو يزن في حديثه إنّه “لم يرى أي مكان فيه مثل هذه الخدمات”، ففي المكان، تتوفّر خدمة الأمن حيث يتواجد شخصيْن بشكلٍ دائم على البوابة وفي غرفة مخصصة لحراسة المكان ومتابعة احتياجات المتواجدين فيه، عدا عن المياه التي تتوفّر بشكلٍ شبه يومي، يكفي كل احتياجات الناس.

كذلك وفّر المنتدى خدمة الطاقة الشمسية، التي تسمح لكل من يسكن المخيّم بشحن هواتفهم وبطارياتهم، عدا عن توفير خدمات الإنارة لكلّ المخيم، بتركيب الأضواء على مقدمة الخيم وفي الممرات بينها، ما يجعل الأمور أفضل في ساعات الليل.

يتم توزيع العديد من الوجبات في المكان كل فترة.. الطاقة تتوفر بشكلٍ كامل، لنقوم بشحن الهواتف دون أي مشاكل. الأطفال لا يخرجون للعب في الشارع ولا يضطرون لذلك، فقد وفّرت المؤسسة مساحة آمنة للأطفال داخل المخيم للعب، ومساحة واسعة يقومون فيها بلعب الكرة والجري وغيرها من الأنشطة.
أبو يزن حلاوة- نازح في مُخيَّم #عشان_فلسطين3

ويُضيف في حديثه عن توزيع الطرود الغذائية في المكان: “”أنا واحد من الناس خرجت من مدينة غزة دون أن آخذ أي شيء معي، وعندما وصلت إلى دير البلح لم يكن معي أي فراش، وفرولنا شادر أرضي للخيمة، وقلان لتعبئة المياه وفراش للأطفال وحرامات وغيرها من الاحتياجات المهمة للمعيشة في المكان”.

يُذكر أن مخيم “عشان فلسطين 3”، تعيش فيه نحو 50 عائلة من النازحين من مختلف مناطق قطاع غزّة، وقد أقامه المنتدى بالشراكة مع مؤسسة التعاون، بهدف إيواء العديد من العائلات التي لم تجد مأوىً ولا مكان، بعد العمليات الإسرائيلية في مدينة رفح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *